حكم التهرب من دفع الزكاة

* يسأل محمد أنور من الفيوم فيقول: ما حكم التهرب من دفع الزكاة؟
** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر:
الزكاة ركن من أركان الإسلام وحق واجب في مال المسلم وأن هذا الحق ثابت بالقرآن والسنة. فقال تعالي: "فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" "الحج/68". ويقول الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم" "بني الإسلام علي خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان. وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا" "أخرجه مسلم"..ولقد رتب الشارع الحكيم علي التهرب من دفع الزكاة عقوبات جمة في الدنيا والآخرة. وأن هذه العقوبات تختلف باختلاف نية المتهرب من دفع الزكاة..فإذا كان التهرب عن اعتقاد سييء وجحود فريضة وإنكار لهذا الحق كان المتهرب مرتداً. ولقد ورد أن أبا بكر قاتل المنكرين لفريضة الزكاة وقال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة".
أما العقوبة الأخروية التي تلحق منكر الزكاة فهي الخلود في نار جهنم لأنه أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة. يقول الله تعالي: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون" "البقرة/ 85".
أما إذا كان التهرب من دفع الزكاة راجعاً إلي البخل والشح والخوف علي المال فإن المتهرب يعاقب بعقوبة آخروية تتمثل في العذاب الشديد لقوله تعالي: "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة" "آل عمران/ 180". ويقول "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" "التوبة 34- 35".
ولقد فسر الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم" ذلك بقوله: "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فتكوي به جنباه وجبهته حتي يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. ثم يري سبيله إما إلي الجنة وإما إلي النار" "أخرجه أبوداود".
* تسأل علا فتح الباب فتقول: طفلي الرضيع يبول علي ملابسي وأجد مشقة في خلعها وغسلها من أجل الصلاة. فهل يكفي المسح عليها؟
** يجيب الشيخ عبدالدايم السيد الصباغ خطيب مسجد الرحمن بالإسكندرية: ننظر لهذا الطفل أولاً هل يأكل أم لا؟ فإن كان يأكل يغسل الثوب وإن لم يأكل يكفي فيه المسح وذلك عند المشقة. جاء في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يؤتي بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم بالتمر فأتته أم قيس بنت محصن بابن الهالم يأكل الطعام فبال في حجره صلي الله عليه وسلم فلم يزد علي أن دعا بماء فنضحه أي رشه علي ثوبه ولم يغسله غسلاً.
وروي أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي قوله صلي الله عليه وسلم بول الغلام ينضح عليه وبول الجارية يغسل وهذا ما لم يطعما فإن طعما غسل بولهما والشرط في الاكتفاء بالنضح كما قال قتاده ألا يطعم الرضيع شيئاً غير لبن المرضع فلو تناول طعاماً علي جهة التغذية فإنه يجب غسل بوله بلا خلاف وعليه فإن الأطفال الذين يعتمدون الآن علي الغذاء الصناعي أكثر من لبن المرضع يجب غسل بولهم ولا يكتفي بالنضح والرش ولا يجوز المسح.
* تسأل طالبة كلية العلوم جامعة أسيوط فتقول: كم مرة حج رسول الله وكم عمرة قام بها في مدة حياته؟. وهل تجوز العمرة يوم عرفة والنحر وغير ذلك أم لا؟
** قال أنس رضي الله عنه "حج النبي صلي الله عليه وسلم حجة واحدة واعتمر أربع عمر واحدة في ذي القعدة وعمرة الحديبية وعمرة مع حجته وعمرة الجعرانة إذا قسم غنايم حنين" متفق عليه
ولا يكره إحرام بالعمرة يوم عرفة ولا يوم النحر ولا أيام التشريق لعدم وجود نهي خاص به.