د. مدحت الشافعى يكتب: أسباب الإصابة بحساسية الأنف

إن الجهاز التنفسى من أكثر أجهزة الجسم تأثرا بالأمراض المختلفة، حيث إن الأنف والرئتين والشعب الهوائية تستقبل العديد من الأمراض، كما تصد كذلك الكثير منها، لذا من الأهمية تسليط الضوء على أكثر الأمراض إصابة لهذا الجهاز بجسم الإنسان، وتلك الأمراض تتمثل فى حساسية الأنف، والتى تأتى نتيجة تعرض أولى للعامل المحدث للحساسية فتسجله الخلايا المناعية بما يعنى أن هذا الشخص لديه هذا النوع من الحساسية، ومثل هذا التعرض الأولى هام وعند حدوث التعرض لمرة أخرى تحدث نوبة الحساسية بالأنف لأن بعض الخلايا المناعية أصبحت مغطاة بالجلوبين المناعى، ومن ثم يتحد مع محدث الحساسية.

وتتمثل الأعراض فى حكة بالأنف وعطس متكرر ورشح بالأنف والرغبة بالهرش داخل الأنف والإحساس باحتقان الأنف وتحدث هذه الأعراض فى أول ساعتين عند التعرض للعامل المحدث للحساسية أمثال التعرض للدخان، تراب، وبر القطن، الفطريات، القوارض وحبوب اللقاح وبعد حوالى 4 ساعات يحدث ارتشاح خلوى مناعى فى أنسجة الأنف لتبدأ فى إفراز معاملات الحساسية التى تزيد من حدوث أعراض الحساسية وتصل نسبة حدوث حساسية الأنف عالميا ما بين 7% - 20%.

ولا تسبب حساسية الأنف أى وفاة، لكن يحدث عنها ويصاحبها أضرار وعوامل تهدد صحة وسلامة أعضاء الجسم وتهدد بعض الاقتصاديات، فمثلا فى الولايات المتحدة الأمريكية عدد أيام الغياب من المدرسة بسبب حساسية الأنف يزيد عن 800 ألف يوم وعدد أيام الغياب عن العمل إلى ما يقرب من أربع وربع مليون يوم، والمريض قد يتكلف سنويا ما يقرب من 60 دولارا ًعلاجا وتصل قيمة روشتات العلاج إلى 6 بلايين دولار سنويا فى الولايات المتحدة ما يقرب من بليون ونصف بليون دولار سنويا.

ويجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم الأناس الذين ينتمون للطبقة الغنية فى المجتمع، الأشخاص الذين لديهم ارتفاع فى الجلوبين المناعى بالدم، خاصة لو حدث ذلك قبل 6 سنوات من العمر، ولا تحدث حساسية الأنف بالذكور أكثر من الإناث، فهى تحدث فيهما بنسبة واحدة ولا تختص بنوع دون الآخر، فهى تصيب الجنسين بنفس النسبة، أما عن أن هناك عمرا معينا تحدث فيه فتزداد نسبة حدوثها فى الأربعة عقود الأولى للإنسان بينما تنخفض حدتها بعد سن الستين وأحيانا فى الخمسين.