مصر تبنى قواعد المجد والنهضة

دقت ساعة العمل، وبدأت الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس لمصر المحروسة لأول مرة فى التاريخ، من خلال انتخابات حرة ونزيه وشفافة، ومن خلال صناديق حرة وشفافة.

كلنا متفائلون وخاصة بعد تجربة الانتخابات البرلمانية التى تغنى بنزاهتها العالم كله، وتمت تحت إشراف قضاء مصر الشريف، وتحت حماية وتأمين قواتنا المسلحة الباسلة والشريفة.

آن الأوان واقترب الوقت الذى يحلم به كل مصرى، وهو يوم تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب، ويعود جيش مصر العظيم ليدافع عن التراب والكرامة ويحمى إرادة الأمة وشرفها.

آن الأوان لاستكمال بناء المؤسسات المنتخبة، ووضع دستور مصر الحديثة مصر الديمقراطية. وهذا الدستور يجب أن تضعه لجنة تأسيسية يختارها الأعضاء المنتخبون من مجلسى الشعب والشورى، حسب الإعلان الدستورى، والتى يجب أن تمثل كل الأطياف والفئات والطوائف والأحزاب حسب الأعراف الدستورية التى عرفتها مصر مبكراً قبل الكثير من دول العالم، ليكون بمثابة الوثيقة التى تحكم العلاقة بين الدولة والشعب، وتحكم العلاقة بين المؤسسات، وتحافظ على استقلالها، وأيضا تحافظ على كرامة وحرية المواطن المصرى، وتحفظ حقوقه، وتضمن المساواة والعدل، وتحفظ الكرامة والهوية.

بدأ الماراثون الرئاسى، وبدأ اقتراع المصريين فى الخارج وهذه سابقة من مكتسبات ثورتنا العظيمة لنقرر من سنختار لرئاسة مصر فى انتخابات حرة ونزيهة التى ستتم إن شاء الله، والتى ستكون أول انتخابات رئاسية حرة فى مصر، بل وفى العالم العربى كله. لذلك يجب أن لا نسمح لأى فرد مهما كان أن يحاول تشويهها أو تزويرها أو تعطيلها أو تأجيلها.

لأول مرة فى التاريخ نرى مرشحى الرئاسة فى مناظرات، ونرى آخرين فى مقابلات إعلامية يتابعها الملايين، لأول مرة يستطيع الشعب أن يعرف كل شىء عن رئيسه المفضل، لأول مرة تتاح فرص واضحة تساعدنا على الاختيار بحرية، وبدون فرض وصاية من أحد.

لأول مرة يرفض الشعب الوصاية، ولأول مرة فى التاريخ نرى ما يسمى بالنخب السياسية، تجد صعوبة فى فرض وصايتها على الشعب، والعكس هو ما حدث، أكثر الإعلاميين والنخب فقط يحاولون تحليل برنامج كل مرشح وشخصيته، ولأول مرة يتساوى الجميع فى فرصة إعلامية لعرض برنامجه ولأول مرة فى التاريخ تشتعل مواقع التواصل الاجتماعى، ويتفاعل الجميع بإيجابية وحرية تامة.

لأول مرة نرى استطلاعات متعددة للرأى لأول مرة يتفق الجميع على ضرورة عزل الفلول الضالة للنظام المخلوع، الفلول التى أفسدت حياتنا السياسية، ونهبت أموال الشعب، وتلطخت أيديها بالتزوير والتعذيب والتلفيق هذه الفلول الضالة، سواء من الحزب المنحل أو من أمن دولة الفساد، سيقوم الشعب الواعى بإجبارهم على الابتعاد عن الحياة السياسة- بيدى لا بيد عمر- ثم محاسبتهم واسترداد أموال الشعب.

لأول مرة يقوم الشعب المصرى العظيم ببناء قواعد مجده ونهضته بالسواعد القوية والشريفة، ويعلنها صراحة، لابد من التطهير تطهير القلوب والأقلام والمناهج والأساليب والسياسات فى كل موقع مهما كان صغيراً. لا مكان إلا للشرفاء محبى هذا الوطن، لا وسيلة إلا بإعلاء مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.

هيا بنا نبنى قواعد المجد لمصر الحديثة، أو للجمهورية الثانية- كما يقولون. هيا بنا نبنى مؤسساتنا الديموقراطية على أسس جديدة، أهمها الوفاق والتوافق والوحدة والتوحد والالتحام، والانصهار داخل نسيج وطنى متميز كما كان دائما. نبنيها على أسس الامتثال لإرادة الشعب، والانحناء أمام اختيارات الشعب بعيداً عن أى دكتاتورية سواء دكتاتورية الأغلبية أو دكتاتورية الأقلية. نبنى قواعد المجد والنهضة بعيداً عن الاستقطاب والاختلاف. نبنى قواعد المجد والنهضة بتشريعات برلمان حر يشرع لتحقيق اهداف الثورة وتوجيهات مؤسسة رئاسية حرة على رأسها رئيس مؤمن بفكر الثورة ومؤمن بالتوافق وخادم للمصريين جميعا بلا أى استثناء، وتقوم بالتنفيذ حكومة حرة ترضى طموحات الشعب، وتحقق آماله، وهى معروفة عيش حرية عدالة كرامة. وأخيرا أقول أمجاد يا مصر أمجاد.