التحرش شىء مقرف وقذر والمتحرش شخص مريض لكننا دائما نهاجم المريض وننسى أن نعالج المرض.. والمتحرش يفعل جريمة تستحق العقاب، ولكن قبل أن نفكر نعاقب ذلك المريض علينا أن نعطى له الدواء أولا لكى نقتل المرض، فهذا هو الطريق الصحيح للتخلص من تلك المشكلة.. لأننا مهما نحاول أن نقتل المريض فالمرض موجود ينتقل إلى أشخاص أخرى وأعتقد أنه مرض معد ينتقل بين العقول.
الفتاه المتحرش بها مجنى عليها وربما اللمسة من يد المتحرش تكون بالنسبة لها سكينة تقطع شىء من جسدها وجرح لكرمتها وإهانة لكينها كإنسانة ولكنها مخطئة أو شريكة فى الحادث، فليس من المعقول أن نترك باب منزلنا مفتوح ونحن نعلم أنه يوجد لص فى المنطقة ونضع له لافتة مكتوب عليها لا تسرق أيها اللص فتركى للباب مفتوح حرية شخصية، وليس من المعقول أن نضع الطعام الشهى أمام القط ونحن نعلم أنه جائع ونعتب عليه إذا أكله.. والملابس هى حرية شخصيه كل إنسان يرتدى ما يحب كما يحب ولكن ليس من الأخلاق ولا الإنسانية أن تظهر شىء أمام شخص محروم منه _ أو تأكل أمام الصائم ضعيف الإيمان بمعنى أن المتحرش هو شخص محروم جنسياً محبط من قسوة الظروف مخنوق من ضيق المجتمع، فاليس من الإنسانية أن تظهرى أيتها الفتاة بملابس مستفذة أمام ذلك المحروم، فتستفذى وأنا لا أعذره فما يفعله فالتحرش جريمة فى حق الفتاة لا شك.. ولكن على الفتاة أيضا مسؤلية وهنا أتكلم بصفة خاصة على الفتاة التى ترتدى ملابس مستفزة
أقول لها.. أن تكونى مثيرة هذا شىء.. وأن تكونى جميلة هذا شىء آخر.. فالعاصفة مثيرة ولكن الهدوء أجمل.. والرجل اللطيف يرق قلبه للفتاة المحترمة الجميلة والسخيف ترق شهواته للفتاة المثيرة فعليكى أن تقررى أن تختارى بينهما.. وجمالك لن يظهر بالتعرى أو بالملابس الضيقة.. والملابس المحتشمة لن تغطى على جمالك بل ستكونى أجمل لأنها ستتر عوراتك.. ثم إن الجمال الحقيقى ليس فى الشكل الخارجى.. الجمال الحقيقى فى القيمة.. فعندما تعلمى أن لكى قيمه وتقررى أن تحافظى على هذه القيمه ستكونى أجمل فى نظرك أولا وفى نظر الآخرين وفى نظر الله.. بينما الفتاة المحتشمة المتحرش بها جرحها أعمق وأعظم وهى مظلومة تماماً لا شك وليس عليها أى مسؤلية فهى فعلت ما عليها وسترت نفسها، وأخيراً واحب أن أوضح شىء أن الملابس لا تعبر عن أخلاق الفتاة ولكنه اعتقاد مغلوط داخل عقل مريض.