الطلاب يرحبون.. والمعلمون قلقون

أعلن وزير التربية والتعليم الأسبوع الماضي عن نية الوزارة في دراسة تطبيق نظام الساعات المعتمدة في المدارس الثانوية بهدف استعادة دور المدرسة وجذب الطالب إليها.
الساعات المعتمدة عبارة عن نظام دراسي يتم تطبيقه حالياً في أوروبا وأمريكا وبعض الكليات العملية بمصر وهو يعتمد علي تحويل المواد الدراسية إلي عدد ساعات معينة بمعني أن كل مادة تساوي عدد ساعات معينة تسمي ب "كورس" ويسمح للطالب باختيار الكورسات التي يدرسها كل تيرم دراسي علي ألا يقل عدد الساعات المخصصة لكل مادة عن 15 ساعة ولا يزيد علي 25 ويقيد الطالب في اختيار المواد بالمواد المترتبة عليها دراسة كل مادة ويرمز لكل مادة بأكواد معينة ويشرف علي كل مجموعة طلبة مشرف أكاديمي لتوجيههم.
الاقتراح أثار جدلاً واسعاً بين المعلمين والطلاب حيث اعتبره المدرسون كارثة حقيقية وخطوة أولي نحو افراغ المنظومة المدرسية من دورها في تطبيق الانضباط داخل المدرسة وتعليم الطلاب كيفية الالتزام خلال اليوم الدراسي.
وأكد الطلاب أن تطبيقه يعطي الحرية للطالب في الدراسة ويحد من انتشار الدروس الخصوصية ويحل مشكلة عدم حضورهم للمدرسة بشكل يومي.
قال أمين محمود مدير مدرسة ناصر الثانوية بنات: قبل تطبيق نظام الساعات المعتمدة يجب أولاً تجهيز المدارس لاستيعاب تطبيقه من خلال تخصيص حجرات كافية لكل مدرس ليقوم بالتدريس لطلابه فيها وكذلك تفعيل المكافآت المادية لأن هذا النظام يمثل عبئاً أكبر علي المدرس الذي يُطلب منه الحضور بشكل يومي وفق رغبات الطلاب وليس وفق جدول محدد.
أشار إلي أن هذا النظام أثبت نجاحاً في الكليات التي تم تطبيقه بها ولكن ليست هذه هي المشكلة وانما المشكلة الأساسية في أهمية تجريبه أولاً علي نطاق ضيق وليكن في المدارس التجريبية وعلي مواد محددة قبل تعميمه حتي لا تتعرض المنظومة المدرسية للانهيار المفاجيء .
أضاف مهني خلاف مدرس لغة عربية أن تطبيق نظام الساعات المعتمدة في المدارس سيؤدي في المقام الأول لإفراغ المنظومة المدرسية من دورها في تعليم الطالب الانضباط والالتزام حيث إن المدرسة ليست فقط مكاناً لتلقي العلم وانما لتربية الطالب علي السلوك القويم وكيفية الانضباط بشكل عام بالمدرسة وخارجها وكذلك إعطاؤه الفرصة لممارسة النشاط الذي يفضله وفق إمكانياته ورغبته ونظام الساعات المعتمدة يعطي حرية أكبر للطالب وبالتالي لن يكون هناك ما يسمي باليوم الدراسي المنضبط حيث سيتقلص دور شئون الطلبة ويلغي الغياب والحضور ويصعب تنفيذ ما يسمي بالخطة الزمنية لإنهاء المقررات الدراسية التي تضعها الوزارة كل عام دراسي.
أثار رزق النواوي مدرس لغة إنجليزية أزمة أخري يفرزها تطبيق نظام الساعات المعتمدة وهي المدرسون الذين لن يختارهم الطالب ماذا سيكون مصيرهم وهل سيتم تحويلهم لوظائف أخري لعدم رغبة الطلاب في الدراسة معهم أم سيتم استبعادهم من وظائفهم وكيف ستتصرف معهم الوزارة؟!! مؤكداً أنها إشكالية يجب النظر إليها بعين الاعتبار لأن المعلم هو عصب العملية التعليمية والمحتك الأول بالطلاب. مشيراً إلي أن الإيجابية التي يؤدي إليها تطبيق نظام الساعات المعتمدة تتمثل في عودة الطالب للمدرسة مرة أخري لأنه سيختار المدرس الذي يرغب ويستوعب أسلوبه في الشرح كما أنه سيسهم في تقليص ظاهرة الدروس الخصوصية إلي حد كبير.
يري خالد معتوق مدرس رياضيات أن نظام الساعات المعتمدة يتضمن عدة مميزات أهمها عودة طالب المرحلة الثانوية للحضور للمدرسة واختيار المدرس الذي يرغب فيه وبالتالي تقليل ظاهرة الدروس الخصوصية وتقليل الضغط النفسي علي الطالب بشكل واقعي.
تري آية علاء بالصف الثالث الثانوي أن الفكرة التي يقوم عليها نظام الساعات المعتمدة جيدة ولكنها ستواجه صعوبة في التطبيق بسبب طبيعة العلاقة الحالية بين الطالب والمعلم التي تقوم علي أسلوب تقليدي أساسه الإلزام والالتزام داخل الفصل وبالتالي من الصعب تطبيقه دون تأهيل الأجواء الملائمة له.
قالت الطالبات أمنية محمد وسعاد سامي وأنوار تمساح بالصف الأول الثانوي إن نظام الساعات المعتمدة يحقق حرية أكبر للطالب ويمنحنا فرصة لإنهاء الثانوية العامة في عامين بدلاً من عام لأنه يشترط إنهاء الدراسة وفق ساعات بعينها وليس في توقيت محدد كما هو متبع حالياً وبالتالي فإنه يقدم مميزات متعددة للطلاب نرغب في الحصول عليه