مع بداية عام جديد نحتاج إلى وقفة مع النفس نراجع فيها دورنا الإيجابى فى مجتمعنا ونسهم بشكل فاعل فى التغيير المنشود.
والبداية التى أتمناها أن يراجع كل منا دولاب ملابسه ليستخرج الملابس التى لم يعد يستخدمها والأشياء الموجودة بالمنزل، منذ سنوات بلا استعمال أو احتياج ويتوجه بها إلى الجمعيات الخيرية ليساعد بها الآخرين.
إن هذا السلوك الذى أدعو إليه سوف يستنهض الخير الكامن فى أنفسنا ويدفعنا لمزيد من العطاء بالمشاركة فى تنظيف الأحياء التى نقطنها والمساهمة فى محو الأمية ومنح الخبرات المجانية.
إن مصر فى هذه المرحلة تحتاج منا إلى العطاء دون أن ننتظر الشكر من أحد وقد يتمثل العطاء فى محاربة مظاهر الفساد التى تحيط بنا أو تقديم النصح للآخرين أو التبليغ عن السلبيات مثل حالات إهدار المياه أو الكهرباء أو إهمال مصالح الناس فى بعض المؤسسات الحكومية أو التصدى لمظاهر البيروقراطية والروتين العقيم الذى يستهوى بعض الموظفين حتى الآن، ويبقى دور التشجيع لمن يؤدون بلا كلل أو ملل بمنحهم هدية بسيطة تحفزهم على بذل مزيد من الجهد فلو أعطيت الكناس فى الشارع هدية رمزية لكان ذلك دافعا له لمضاعفة الجهد والاعتزاز بمهنته.
إن ميدان التحرير الذى شهد أعظم ثورة فى تاريخ مصر يمكن أن يتحول إلى مهرجان أسبوعى للعطاء الإنسانى فنكرم ذوى الاحتياجات الخاصة ونركز الضوء الإعلامى عليهم لنستمع لمشكلاتهم وأفكارهم ونكرم عمال النظافة وأصحاب الحرف البسيطة التى يجب أن يحترمها المجتمع المتحضر وكذلك يمكن حصر أصحاب التميز والابتكار فى كل المجالات ونعرضهم كنماذج تحمل القدوة التى يجب أن تحتذى.
كفانا انتقادات وتخوينات وتعالوا بنا لنبحث عن جنود مصر المجهولين وما أكثرهم، وندعو وسائل الإعلام إلى تبنى هذا الفكر الإصلاحى واستضافة النماذج المشرفة عبر الفضائيات لتأخذ حقها من الاهتمام.