ما آلت إليه الأوضاع في مصر يعزي بشكل رئيس إلي إهمال متعمدة لتعليم واضح المقصد محدد الآلية. فطيلة سنوات صباي كنت ارسم مستقبلاً وردياً فلي من المواهب عدة وللتميز أية..
ورغم أن تعليمي آنذاك لم يكن يعجبني .. لكن وقتها لم أكن أعي معني الاعتراض أنا ابنة مدللة لبابا حسني وماما سوزان .. ارتدي في كل عام فستاني الأبيض وأزين رأسي بتاج الورد لاتشدق بحبهما والأيام السعيدة التي تنتظر البلاد وعندما وصلت للثانوية العامة كانت الأزمة مذا أكون؟ وكيف أختار؟
أنت مجرد فرد في قطيع ساع ليعبر كما يقول إبي "عنق الزجاجة" وخرجت من ذلك العنق حالمة بالبعد عن أسوار مدرستي العتيقة إلي رحب النضج والعلم فوجدتني في سجن أكبر. رأيت المجتمع كما لم أره من قبل لم تعد التعليم في بلادي.. هناك اعياد للطفولة ولم تبهرني صفاء أبوالسعود باغانيها المبهجة وطللتها الرشيقة .. تقابلت مع مسوخ يدعون خطأ زملاء .. عللت ضيق أفقهم بكونهم من الريف ولم أفطن ابداً لحقيقة هذا العتة البادي في تصرفاتهم ونمطية افكارهم وبحثت عن حلمي لأكون استاذة جامعية بعد تهذيب اخوتي لرغباتي القديمة .. ولم أتفاجأ بأني ست من الفائقات فلست من هواة لعق الأحذية ولا أمتلك الواسطة .. وعبثاً سعيت وراء حلمي علي نفقتي فلا الاستاذ استاذ ولا الجامعة معقل العلم .. فاستلمت عملي كمعلمة وبطبعي المتفائل واجهت الاحباطات وصدمة الواقع ولم تشجعني إلا بسمات الأبرياء من أطفال الريف الذين حرموا كل شئ وقتها أدركت أن حسني وسوزان ليسا بوالدي وأن اطفال الصعيد عامةوالريف خاصة أيتام والي الابد.
وانتقلت إلي مدرسة تجربية بالحضر وظننت أني بلغت المني .. لكن الفكر البغيض لإدارة عفنة تابعة لمديرية مترممة في تعليم مشلول لم يتغير .. فعمدت للعمل وحدي بعدما فشلت دعاوي الحوار مع المعلمين حاولت ارضاء ربي ونفسي وسلواي مديح تلامذتي وبعض آبائهم ممن قدروي جهدي وتفهموا اختلافي ورفضت أن تعتلي صورة الرئيس حوائط فصلي بل ازددت كراهية لصورة في طرقات مدينتي المهمة منذ سنتين واتندر بأني سأجده عندما أفتح الصنبور.
ولن تنهض مصر إلا بالتعليم وحتي ذلك الحين أيها القاصي والداني .. عن التعليم في بلادي حدث ولا حرج.