تسأل قارئة: والدى تعدى الخامسة والستين، وأصيب مؤخرا بسكر الكبار، حيث تنتابه حالة من الاكتئاب والعزلة ويرفض تناول الدواء، كيف نحميه من الإصابة بالمضاعفات مع تقدم العمر؟
تجيب الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض السكر بطب القاهرة ورئيس الجمعية العربية لدراسة السمنة، قائلة: فى حالة عدم اتباع المرضى من كبار السن المصابين بالسكر للإرشادات الطبية، خاصة فى انتظامهم لتناول الدواء والتعليمات الغذائية، فمن المؤكد أنهم سوف يعانون من المشاكل المزمنة مثل التهابات المفاصل وارتفاع ضغط الدم وضعف الأبصار والسمع وأمراض القلب.
وتشير الطبيبة إلى أنه قد يظهر مرض السكر عند كبار السن لأول مرة على شكل التهابات بسيطة ولكن يصعب التغلب عليها أو الإصابة بعدم التحكم فى التبول.
وتزيد الإصابة بالسكر عند المسنين من خطورة الإصابة باضطرابات الذاكرة والسقوط وكسور الحوض واضطرابات الحركة، كما تزداد أيضا نسبة الإصابة بغيبوبة السكر، وذلك بسبب الإصابة بالالتهابات الرئوية وإصابات القلب والشرايين، إلى جانب هذا يكون مريض السكر من كبار السن عرضة للإصابة بالتهابات الأعصاب الطرفية واضطراب وظائف الكلى وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم.
والعلاج لهؤلاء المرضى يبدأ بضرورة ضبط السكر بالدم إلى المستوى الطبيعى للأشخاص العاديين وأن يتراوح السكر الصائم فى الدم 110 ملليجرامات وألا تزيد نسبة الهيموجلوبين السكرى عن 7%.
وهناك فريق طبى آخر ينصح ببعض الارتفاع فى نسبة السكر حتى لا يصاب الشخص المسن بانخفاض نسبة السكر فى الدم، وبالتالى فالمطلوب أن تكون نسبة السكر بعد تناول الطعام بساعتين 200 ملليجرام والاختيار بين الحالتين تتوقف على المشكلات الصحية المصاحبة لمرض السكر عند المريض.
ويصعب الالتزام بالنظام الغذائى عند المسنين بسبب صعوبة تغيير العادات الغذائية أو نقص حاسة التذوق أو صعوبة الحركة أو تحضير الطعام، وقد نلجأ إلى استعمال بعض الفيتامينات والمعادن إذا انخفض عدد السعرات الحرارية التى يتناولها المريض يوميا عن 1000 سعر حرارى.
وننصح هؤلاء بممارسة الرياضة مثل المشى لمدد قليلة، أما العلاج الدوائى فيعتمد على العلاج بالأقراص، خاصة السلفونيل يويا، ولكن يفضل الابتعاد عن الأنواع القوية وطويلة المفعول حتى لا يصاب المريض بنقص نسبة السكر فى الدم التى غالبا ما تحدث فى كبار السن بدون إنذار كاف، وإذا ما تتطلب أخذ حقن الأنسولين، فيجب استخدامها تحت الإشراف العائلى حيث يخطئ المريض إذا ما تناولها بنفسه بسبب قصور الرؤية وعدم قدرته على إعطاء حقن الأنسولين لنفسه بسبب مشاكل الحركة أو تيبس المفاصل.