مديرو التعليم يرفضون استمرار النظام!

أكد د.أحمد جمال موسي وزير التربية والتعليم رغبته في إصلاح تطبيق نظام التقويم الشامل في المدارس وتعديله بما يتوافق مع رؤي المتعاملين في التربية والتعليم وطالبهم بتقديم مقترحاتهم لإصلاح أحوال التعليم التي ساءت كثيرا في الفترة الأخيرة.
أبدي مديرو الادارات التعليمية آراءهم في التقويم الشامل حيث اختلفوا حول ضرورة الإبقاء عليه والتعديل والإلغاء التام.
قالت فاطمة ابراهيم مدير عام ادارة شبرا التعليمية ان مشكلة التقويم الشامل تتمثل بشكل كبير في الفترة الحالية بسبب ارتفاع نسب الغياب واعتماده علي حضور الطلاب كجزء اساسي في عملية التقييم لذا فإن ايجاد حل وسط مثل تخفيض نسبة الدرجات المخصصة للحضور سيكون بمثابة انقاذ للتلاميذ في الفترة الحالية والمرور بفترة التيرم الدراسي الثاني حيث يصعب الغاء النظام بشكل مفاجيء خاصة انه تم تطبيقه خلال التيرم الدراسي الأول.
التأهيل
يري طه حسين مدير عام ادارة الشرابية التعليمية ان تأهيل المعلم لتطبيق التقويم الشامل لم يكن كافيا ولم يوضح الهدف الاساسي منه لذا فإنه يجب ان يعاد تأهيل المعلم بحيث يكون مقتنعا بأهمية التقويم الشامل ودوره في العملية التعليمية من خلال دورات تأهيلية تشمل مناقشات حول دور التقويم الشامل واهدافه مشيرا إلي أن أحد اسباب فشل التقويم الشامل هو عدم اقتناع المدرسين بجدواه.
اقترح ان يتم ربط الحافز الذي يحصل عليه المعلم بمدي دقته في تطبيق التقويم الشامل داخل الفصل علي أن تتم متابعة التنفيذ من خلال لجان المتابعة الدورية.
أما ابتسام صادق مدير عام ادارة حدائق القبة التعليمية فقامت بعد جلسات حوار بين اتحاد طلاب الادارة والمدرسين لمناقشة جدوي تطبيق التقويم الشامل والشكل الذي يريده الطلاب بالاتفاق مع مدرسيهم حيث اجمع الطلاب علي رفضهم للتقويم الشامل الذي يضيع وقتهم ووقت الحصة المخصص للشرح ولا فائدة منه مطلقا.
في حين تري ابتسام صادق ان الغاءه في الوقت الحالي صعب وإنما يجب فقط ان يتم تخفيف اعبائه من خلال قصر تطبيقه علي مادتين بشكل فعلي وعدم اشتراط نسبة ال 50% لدخول الامتحانات في كل المواد وايدت اقتراح د.أحمد جمال موسي وزير التربية والتعليم بعقد جلسات حوار مع المدرسين للتوصل لصيغة جيدة للتقويم الشامل.
استغلال
اشار مدحت مصطفي مدير عام ادارة النزهة التعليمية إلي أن فشل التقويم الشامل يرجع إلي التطبيق الخاطيء وصعوبة متابعته والرقابة عليه علي نحو جيد مما افرغه من اهدافه الرئيسية والتي تمثل في اشراك الطالب في الحصول علي المعلومة ودمج النشاط بالمعرفة مؤكدا ان استمرار التطبيق علي ما هو عليه لن يأتي سوي بمزيد من الانهيار في النظام التعليمي خاصة مع ارتفاع كثافات التلاميذ في المدارس واعاقتها للتقويم الشامل من الاساس. طالب باعادة دراسة تجربة تطبيق التقويم الشامل في السنوات الماضية لإزالة سلبياتها وتحسين الأداء في العملية التعليمية.
قال ان رفض الطلاب والمدرسين لتطبيق التقويم الشامل يعني انه لم ينجح لذا فإن الغاءه سيكون القرار الأصوب علي أن يتم ذلك تدريجيا بتخفيفه أولا ثم الغائه مع بداية العام القادم وعدم التوسع في تطبيقه بالمرحلة الثانوية.
يري أحمد العطار مدير عام ادارة غرب مدينة نصر التعليمية ان يتم تقليص نسبة الدرجات المخصصة للتقويم الشامل بحيث يتم رفع درجات التحريري إلي 75% وخفض درجات التقويم الشامل إلي 25% فقط وهي نسبة تضمن التزام الطلاب بالحضور وفي نفس الوقت عدم التحكم في مسألة النجاح والرسوب من قبل المدرسين كما ان هذه النسبة تمكننا من قياس قدرات الطالب ومهاراته بشكل أكثر عدالة بما يضمن مصلحة الطالب في المقام الأول.
اهدار للوقت
قالت حياء الغنيمي مدير عام ادارة باب الشعرية التعليمية ان المشكلة الاساسية في التقويم الشامل تتمثل في عدم فهمه واستيعابه سواء من ناحية المدرس أو الطالب وهو ما يجعل تطبيقه أمرا صعبا علي الطرفين وبالتالي فإنهم يرفضونه بناء علي ذلك كما ان الرؤية الوحيدة السائدة عنه انه يهدر وقت الطالب في المنزل بدلا من المذاكرة ووقت المدرس اثناء الحصة بدلا من الشرح وتوصيل المعلومة ومن هنا نجد ان هذا النظام وجد فشلا في اقناع اطراف العملية التعليمية بجدواه من الاساس.
قالت نجاة ابوشتية مدير عام ادارة الوايلي التعليمية ان نظام التقويم الشامل يعطي الفرصة للتلاعب في درجات ونتيجة الطلاب من قبل المدرسين فاقدي الضمير بصورة سهلة جدا دون ادني رقابة عليهم كما انه لم يضف تطورا علي العملية التعليمية وإنما اعاقها إلي حد كبير.
أوضحت ان الغاء التقويم الشامل افضل الخيارات لانقاذ التعليم من احدي وسائل الروتين المعقدة التي لا تضيف إليه وإنما تنتقص منه إلي حد كبير مشيرة إلي أن خوف الطلاب وأولياء الأمور من تطبيق التقويم الشامل يستند إلي خوفهم من ترجيح الاهواء الشخصية للمعلم وانعدام العدالة في منح الدرجات التي يستحقها كل طالب.
أكد ابراهيم شبانة مدير التعليم الاعدادي والثانوي بادارة باب الشعرية التعليمية ان التقويم الشامل يفترض المثالية في شخصية المعلم ويعطيه صلاحية فيها الدرجات كما يترايء له في ظل وجود فئة تسيء هذا الاستخدام وتضر بمصلحة الطلاب وتنظر لمصالحها الشخصية فقط والتي تنحصر في اجبار التلاميذ علي أخذ الدروس الخصوصية لديهم مما يعني ان التقويم الشامل احدث فجوة كبيرة بين ما يفترض ان يكون عليه وما يحدث بالفعل.
قال ان الوسيلة الفعالة لتطوير التعليم لن تكون سوي بالنهوض بالمعلم مهنيا في المقام الأول علما بأن ذلك لن يأتي سوي بتحسين أوضاع المعلم ماديا أولا وما يتبعه من احساسه بالمسئولية المهنية عن أجيال بأكملها وهو ما سوف يعيد للتعليم في مصر قيمته التي فقدها في السنوات الأخيرة.

الصفحة السابقة