اعترافات مواطن يشارك في اشعال ازمة البنزين

طوابير من السيارات في انتظار دورها.. وأكوام من المواطنين يحملون جراكن لملئها بالبنزين أو السولار.. وسيارات أجرة وتاكسي مليئة بالأتربة لخلوها من البنزين.. هذا هو المنظر العام لكثير من شوارع مصر التي يوجد بها محطات بنزين.

وعندما تحدثنا مع أحد المشاركين في اشعال الازمة أوضح محمد صابر - بائع في السوق السوداء: ''بصراحةانا بابيع في السوق السوداء، باروح الفجر أملى 400 لتر من بنزينة التعاون، باشتري اللتر بجنيه وربع، وهو أصلاً بتسعين قرش، والناس اللي شغالين في البنزينة بيدو أي حد، وفي محطة البنزين المفروض بتيجي حمولتين، واحدة منهم بتتباع من بره، ومش بتدخل المحطة، وصاحب المحطة عارف، وهو اللي بيهربها''.

ولمعرفة تأثير البيع في السوق السوداء على المواطنين تحدثنا مع أحد سائقي التاكسي، الذي يُدعى يسري بحيري قال لنا: ''لا تستخدم كل سيارات التاكسي بنزين 80، ولنتمكن من تموين السيارة نقف في طوابير تمتد طوال الليل، لأن حمولات البنزين تصل ليلاً، وبالنهار تظل الطوابير للساعات، وأحيانًا لا نتمكن من التموين، هذا بخلاف طوابير السولار، وفي كافة الأحوال مفيش حد عارف يشتغل، ده غير إن فيه بنزين بيتباع في السوق السوداء لأصحاب التكاتك اللتر بجنيه وربع، وهو أصلا بـ 90 قرش، ودي أزمة مصطنعة من الحكومة عشان يشغلوا الناس عن السياسة، ولازم الحكومة تلاقي بدائل وحلول''.

وأضاف حسن مغربي - سائق تاكسي: ''للأسف أعاني معاناة شديدة، أنا أستعمل بنزين 80، وأحيانًا أضطر لشراء بنزين 90 لسد احتياجاتي، إلا أنه حتى بنزين 90 لا أجده مؤخرا، وبشتغل طول الليل مبعرفش أجيب 50 أو 60 جنيه، وأجي آخر الليل ملقيش بنزين، وأفضل أدور بالساعتين عشان ألاقي بنزين 80، ولا حتى 90، وساعات كمان 92، مع إنه غالي، واللي بشتغل بيه بحط بتمنه بنزين 92، وبياعين السوق السودا ليهم عملاء في البنزينات، بيستفيدوا من بعض، بيبيع اللتر لسواقين التكاتك بجنيه وربع وهو يبيعه بجنيه ونص، وده بيكسب وده بيكسب''.

وأوضح محمد - سائق بيجو: ''العربية واقفة وعليها تراب عشان مفيهاش بنزين، روحت أشتري من السوق السودا، لقيتهم بيبعوا الـ 4 لتر بـ 8 جنيه، وأنا بستخدم في اليوم حوالي 60 أو 70 لتر، هجيب تمنهم منين، ولو غليت الأجرة مفيش حد هيرضى يدفع''.

وأكد محمد السيد أحمد - سائق أتوبيس: ''بادخل البنزينة من الساعة 10 بالليل لحد الساعة 12، ولحد ما يجي عليا الدور في الجاز ممكن ملقيش، والطريق واقف، وياريتهم بيبعوه بالتسعيرة، لا برضه بيبعوها 30 جنيه زي السوق السوداء''.

كذلك تحدث إلينا محمد الحسيني - سائق توك توك: ''الناس بتروح محطات البنزين بجراكن، وتجيب اللتر بـ 2 جنيه، وبـ 2 جنيه ونص، ومش عاجبك متاخدش، وكمان بيقولولك مفيش من قبل ما تسأل، وبنلف كل يوم لحد ما نعرف نجيب يدوب 5 لتر نعرف نقضي بيهم اليوم''.

ومن جانبه، أوضح أسامة القاضي مشرف محطة بنزين أن الأزمة ليست في البنزين، وإنما هي أزمة أخلاق تتمثل فيما يقوم به البائعين في السوق السوداء، موضحًا أنه توقف عن إرسال طلبيات سولار للمحطات الرئيسية لأنه يتعرض للتهديد بالأسلحة البيضاء من قبل بعض الأشخاص للحصول على البنزين أو السولار عنوة.

وأكد أنه لن يعاود إرسال طلب بما تحتاجه المحطة من سولار إلا إذا تكاتف المواطنون معه لحمايته وحماية المحطة من البلطجية.

وأوضح مجدي مغازي (صاحب أتوبيسات) أنه سيعلن إضرابه إذا لم يتم حل الأزمة، مشيرًا الى أنه رفض زيادة الأجرة لشعوره بظروف المواطن.

فيما قال أحد المواطنين، ويُدعى أحمد خطاب: ''باجي المحطة مش بلاقي بنزين 92، وشفت أكتر من 100 واحد واقفين بجراكن وبيملوها، واحنا بيقولولنا مفيش بنزين، ومبعرفش أمشي من الشارع من كتر العربيات، وبحاول أمشي من طرق تانية، وأصحابي مش عارفين يركبوا عربياتهم عشان مفيهاش بنزين''.

وعلى الجانب الآخر، أرجع حسين خليل - عضو بأمانة حزب الحرية والعدالة - أن أزمة السولار سببها حكومة الجنزوري التي تريد تشويه صورة المجلس، الغالب فيه حزب الحرية والعدالةـ لإظهار الحزب في صورة العاجز عن التنفيذ، موضحًا أن سلطة المجلس تشريعية ورقابية وليست تنفيذية، مما يترتب عليه ضرورة إقالة حكومة الجنزوري التي وصفها بغير القادرة على إدارة الأزمة.