توالت الدعوات إلى مظاهرات مليونية بعد انتهاء الثورة الشعبية العظيمة حيث تعددت أهدافها ومشاركيها ما بين مطالب فئوية أو مطالب بالحرية والديمقراطية ومطالب لحل مشكلات إنسانية، وهذا الأمر يحتاج إعادة النظر فى مدلولات المقصود أو الغرض من نتائج هذه المطالب، وأثرها على عامة الشعب فنجد أن الرأى اختلف بشأنها فبعض من هؤلاء يرى أن السر فى حل مشكلته أو مشاكل الناس هو الذهاب إلى ميدان التحرير ورفع الأعلام واليافطات المكتوب عليها طلبة وتجميع أكبر عدد من الأفراد للمساعدة فى نجاح ما يطلبه والبعض الآخر يرى بأن كل موضوع فى مصر لكى يحل يجب الذهاب إلى الميدان حتى يتم تسليط الضوء عليه مثلما حدث وقت الثورة المصرية، ويأتى آخر ويبرر وآخر ثانى وثالث ليبرر وكان فى الميدان الدواء لكل داء وبنظرة موضوعية دون تعد، على آراء وحريات الآخرين نقول بأن الميدان يعد رمزا لولادة الحرية فى مصر فى القرن الواحد والعشرين بعد سنوات من الاحتلال الخارجى والداخلى للأفكار والحريات والعقيدة وغيرها من القيم الإنسانية التى يجب أن يتمتع الإنسان بها ما وجد حيا على هذه الأرض، ولذا فإن الغرب قد عرف هذا الأمر وتعامل مع الميدان بدرجة عالية من الرقى من خلال زيارات كبار الشخصيات السياسية والفكرية فى العالم بعد نجاح الثورة الشعبية المجيدة.
إلا أن هذا لا يمنعنا من القول بأن استمرارية اقتناع المصريين بأن الحل يكمن فى ميدان التحرير أمر لا يمكن قبوله لأنه يصرفنا نحن المصريين عن مهمتنا الأساسية وهى إعادة بناء ما فقدناه فى العهود السابقة فضلا عن تحسين العلاقات الاجتماعية بين بعضنا البعض وإعطاء مساحة ووقت للجيش لأن يمارس دوره الأساسى فى الحفاظ على البلاد من الأخطار الخارجية، وهو أمر هام واستراتيجى ولا يمكن المغامرة فيه أبدا، ومن ثم فإن تكرار هذه الظاهرة مع مرور الوقت ستجعلنا نفقد هيبة ميدان التحرير كرمز لتحرير حريتنا من الظلم بل إنه سيؤثر على من يكتب تاريخ مصر بالحديث عن الميدان دون إبراز أهميته التاريخية التى ستظل تاجا على رأس المصريين، ولذا فإننى أدعو كل أفراد الشعب المصرى بالبحث عن كافة الوسائل لحل جميع مشاكلهم دون التوجه إلى الميدان.